الموقعهلال وصليب

«سجادة الصلاة».. من «الحصير» إلى حساب عدد «الركعات».. ما قصتها؟

كتب- أسامة محمود

لا يخلو منزل أو مسكن من منازل المسلمين فى كافة الدول العربية والإسلامية من “سجادة الصلاة” والتى بدأ استخدامها مع حضرة النبى سيدنا محمد صل الله وعليه وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام يستعمل “حصيرة” مصنوعة من سعف النخيل تسمى “الخُمرة”.

وأصبحت سجادة الصلاة رفيقة المسلم بالمنزل والمسجد، وزادت أهميتها خاصة خلال العامين الماضيين ، فى ظل انتشار جائحة كورونا واعتبرت إحدى الضروريات والاشتراطات لدخول المساجد لحماية المصلين من تفشى فيروس كورونا المستجد.
والخُمرة كما قال الطبري: هو مصلى صغير يعمل من سعف النخل سميت بذلك لسترها الوجه والكفين من حر الأرض وبردها فإن كانت كبيرة سميت حصيرا وكذا قال الأزهري: ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار قال: وسميت خمرة لأن خيوطها مستورة بسعفها وقال الخطابي: هي السجادة يسجد عليها المصلي.

وقال الحافظ ابن حجر أيضا: حديث السيدة عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجر حصيرا بالليل ويصلي عليه.

ومرت سجادة الصلاة بتطورات كبيرة، منذ أن كان يتم تصنيعها يدويا وحتى تدخلت التكنولوجيا لتجعلها أكثر ذكاء، لتعين مستخدمها على تأدية صلاته دون خطأ أو سهو.

وسجادة الصلاة لا تعد شرطا للصلاة فى عقيدة المسلمين لكن خلفاء الدول الإسلامية المتعاقبة اهتموا بصناعتها وقدموها هدية ثمينة، وتعود اعرق سجادة صلاة فى التاريخ إلى القرن الأول من الهجرة تناقلتها أجيال من الخلفاء إلى ان أهداها السلطان العثماني سليم الأول إلى جامع عمرو فى بيت المقدس بفلسطين، ثم بعد ذلك قدمها المجلس الإسلامي فى القدس إلى غليوم امبراطور ألمانيا فى هذا الوقت وانتهى بها الأمر محروقة فى متحف فريدريك الثانى.

اشتقت كلمة “السجاد” من السجود، وتسمى فى المغرب العربي بـ”الزربية”، وتطورت خامات سجادة الصلاة بدءا من سعف النخيل والحصير والجلود، حتى الصوف والحرير التى كان يتم انتقاؤها خصيصا بسبب رفعة مقام الصلاة، حيث يتم اختيار أفضل خامات الصوف والحرير الطبيعي والقطن لصناعتها، وحاليا تنوعت الخامات بدخول أنواع أخرى من النسيج الفاخر، مثل القطيفة والشانيل.

نرشح لك : أصلها بوذي وأشهرها ..«الصندل» و«العقيقة».. «السبحة» فى حياة المصريين..«طقوس دينية أم وجاهة اجتماعية»؟

وهناك شروط ورموز تحتوى عليها سجادة الصلاة منها الا تشتت انتباه المسلم أو المصلى، وألا تحمل صورا لذوات الأرواح، واستخدم فى صناعة سجادة الصلاة خامات كثيرة كالقطن والحرير والصوف، كما وضعوا فى البعض منها بوصلة ترشدهم إلى القبلة، ثم أدخلت عليها التكنولوجيا، فتأقلمت السجادة الألمانية “محراب” مع مشاكل المصلين الصحية.

وحسب الشيخ أحمد صبري إمام وخطيب بالأوقاف، إن من الأمور المكروهة هو الصلاة على سجادة تحمل صورًا ذات روح، لافتًا إلى أنه إذا كان بها صور مستوحاة من الطبيعة مثل الشجر أو البحر فليست مكروهة، متابعا فى تصريحات متلفزة أنه من المكروه أيضًا أن تحمل سجادة الصلاة صورًا لافتة وجميلة فتشغل المصلي خلال الصلاة.

ومع التطور التكنولوجي وعصر المعلومات تطورت خامات وتصميمات سجادة الصلاة، فأصبحت هناك “السجادة الطبية” وهى تشبه سجادة الصلاة العادية لكنها محشوة بمادة لينة تسهل تأدية حركات الصلاة على كبار السن ومرضى المفاصل، كذلك ابتكرت إحدى الشركات السعودية سجادة صلاة طبية تساعد على الراحة والخشوع، بحيث تقوم بإعادة توزيع وزن الجسم بالكامل بشكل متساو على جميع أجزاء التماس بين الجسم والسجادة.

كما ظهرت أيضا “السجادة الذكية” المزودة بنظام ومستشعرات لمراقبة خطوات الصلاة، وبعضها يتضمن إحصاء دقيقًا لعدد الركعات والسجدات خلال الصلاة، بواسطة لوحة إلكترونية تثبت على السجادة عند مكان ملامسة الرأس .

كما تمت برمجتها بفاصل زمنى بين السجدتين الأولى والثانية، بحيث لا تسجل إلا السجدة الفعلية أثناء الصلاة، حتى يتم تنبيه المصلى بأى سهو أو خطأ نتيجة لسقوط المصلى ضحية التفكير فى أمور الدنيا أو الشرود، أو حتى أى جهل بأحكام الصلاة مثل سجود السهو.

وهناك السجادة القطرية والتي تعرض آيات قرآنية تعلم الأطفال طريقة الصلاة، كما توجد فى بعض الدول العربية مثل تونس “سجادة” تحسب عدد الركات، اللافت للنظر أن البعض يرى انها بدعة، والبعض الأخر يعتبرها مهمة لطهارة مكان الصلاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى