رشاد عبده: نحتاج إرادة حقيقية في مصر لجذب الاستثمارات بدلا من كونها صفر
التخلص من الفساد والبيروقراطية وتذليل العقبات أهم عوامل جذب الاستثمار
ليس لدينا ترويجا جيدا للاسثمار في مصر.. ونحتاج بشدة لوزارة استثمار
أحمد خطاب: مصر بلد استراتيجي.. ويجب البحث عن استثمارات طويلة الأجل
اتخذنا قرارات خاطئة.. ونتحمل تبعاتها حتى الآن
دول الخليج لديها فوائض مالية.. وعلى مصر التوجه لجذب الاستثمارات
كتبت- ندى أيوب
الاستثمارات الأجنبية المباشرة أهم أسباب نمو أي اقتصاد في العالم، وهو مؤشر جيد للدول الصناعية، وعاملا مهما لجذب العملة الصعبة، إذ تتسابق الدولة في تقديم الامتيازات لجذب هذه الاستثمارات..
وتلاحظ مؤخرًا اتجاه الشركات العالمية الكبرى مثل تسلا وآبل ومرسيدس، ومايكروسوفت، وجوجل باستثماراتها ناحية دول مثل جنوب إفريقيا والمغرب والجزائر وقطر والسعودية وغيرها..
وضخت آبل وجوجل وعلي بابا وميكروسوفت وآي بي أم استثماراتها في المملكة العربية حسب تصريحات وزير الاستثمار السعودي، فيما أعلن رجل الأعمال نجيب ساويرس اعتزامه ضخ 100 مليون دولار استثمارات في المغرب، فضلا عن نية الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ضخ استثمارات شركة تسلا في جنوب إفريقيا..
الأمر الذي يفتح مجالا للتساؤلات، لماذا لا تكون مصر قبلة لاستثمارات الشركات العالمية والعلامات التجارية.. وما الذي ينقصها لتزاحم دول مجاورة استطاعت أن تستقبل مشروعات واستثمارات بمليارات الدولارات؟
الفساد والبيروقراطية
يقول الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن مصر ينقصها العديد من الإجراءات حتى تكون مناخا جاذبا فعليًا للاستثمار، ومنها التخلص من الفساد والبيروقراطية، وتقوية البنية التحتية، وتسهيل وتذليل العقبات أمام المستثمر الأجنبي بصورة أوسع، والأهم من كل ما سبق هو الترويج الجيد للإمكانيات المتاحة.
وزارة استثمار
وأكد عبده، أن المناخ الجيد للاستثمار يلزمه وزارة استثمار تختص بهذا الشأن، وعدم الاعتماد بشكل كلي على هيئة الاستثمار، بل من الضروري إلغائها، بدلا من أن يكون دورها الأوحد تحصيل أموال المستثمرين فقط، فضلا عن أن رئيس الوزراء هو من يقوم حاليًا بدور المروج للاستثمار منذ أن تم إلغاء الوزارة، على الرغم من كثرة مهامه، لذلك فالأمر يحتم وبشدة أن يكون هناك وزارة مختصة للاستثمار.
صفر استثمارات
ونوه على ضروة الترويج الجيد لمناخ الاستثمار في مصر وتذليل كافة العقبات التي تواجه المستثمرين، حيث إن مصر لديها قوانين للاستثمار ورغم ذلك لم تذلل أي عقبات، في حين أن دولا مثل أمريكا أو الصين ليس لديهم قوانين للاستثمار ومع ذلك من أكبر الاقتصاديات على مستوى العالم، لذلك من الضروري أن يكون هناك إرادة حقيقية في مصر لجذب الاستثمارات بدلا من كونها صفر.
التعويم وتقييم الأصول
من جهته، يقول أحمد خطاب الخبير الاقتصادي ورئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن رجال الاستثمار عادة ما يبحثون عن مناخ الاستثمار الأمثل، والمحقق لعامل ربح أقوى لهم، والمناخ في مصر جاذب للاستثمار فعلا إلا أنه يواجهه بعض التحديات.
نرشح لك : المنشآت السياحية لـ «الموقع»: خطة جديدة خلال الفترة المقبلة استعدادا للموسم الصيفي
أضاف خطاب لموقع “الموقع“، أن عدم توافر العملة الصعبة بشكل كاف وبسعر ثابت يعيق من الاستثمارات في مصر لأن رجال الأعمال ما زالت مترقبة التعويم وتوحيد سعر الصرف حتى يستطيع تقييم أصوله وممتلكاته داخل البلد، فضلا عن أن مصر باعتبارها بلد استراتيجي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبحث عن استثمارات طويلة الأجل.
شبهة غسيل الأموال
وأوضح، أن مصر تضع قيودًا على أموال الاستثمارات الكبري، والدول الأخرى لا تفعل ذلك بل أنها تقبل أي استثمارات أيًا كان نوعها حتى وإن كان بها شبهة غسيل أموال، كما أنها لا تعتمد على الأموال الساخنة، ومصر اعتمدت عليها مؤخرًا وخروجها فضلا عن أزمة روسيا وأوكرانيا أسباب ارتفاع الدولار حاليًا بعدما خرج أكثر من 30 مليار دولار من الاقتصاد المصري.
قطاعات آمنة
وأكد رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن مصر حاليًا تستهدف توسعة استثماراتها في البنية التحتية وقطاع الغاز والبترول والاستثمارات صديقة للبيئة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وقطاع البتروكيماويات، والتنقيب عن الذهب، أي القطاعات الأكثر أمنًا وثباتًا والتي يحتاجها العالم أجمع.
الإفراجات الجمركية
وأشار خطاب، إلى أن بعض القرارات التي اتخذت مؤخرًا مثل تأخر الإفراجات الجمركية عن مدخلات الإنتاج وغيرها أحدثت تخوفات قوية لدى المستثمرين، فكان قرارًا خاطئًا ونتحمل تبعاته حى الآن، وكان الأمر يتطلب وضع خطة أكثر نفعًا مما كانت عليه، ومصر عليها أن تتجه لدول الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا لجذب استثماراتها لأن لديها فوائض مالية من البترول.
