اقتصادالموقع

«إهمال مع سبق الإصرار لمصانع الورق».. تكهين ماكينات الإنتاج وبيعها خردة

نبيه يونس: مصانع إنتاج الورق أهملت بشكل كبير

تم بيع مصانع تابعة لشركة الورق الأهلية للخرافي الكويتية

نستهلك عملة صعبة في استيراد الأوراق.. وخطوط إنتاجنا بحاجة إلى صيانة

4500 طن شهريا متوسط إنتاج شركة واحدة فقط من الورق

ارتفاع تكلفة الغاز والكهرباء أعاقت إنتاج الورق في مصر

توقفت الماكينات بشكل مباشر دون عمل صيانة لها بهدف بيعها خردة

“خليل”: السوق يعاني من ارتفاعات قياسية في الأسعار بسبب الاستيراد

رئيس شعبة الورق: مصر تستورد 100% من ورق الجرائد بسبب تدني الجودة المحلية

كتبت- ندى أيوب 

رغم أهمية صناعة الورق عالميا لكونه يمثل موردا للعملة الأجنبية لدى دول بعينها، إذ كان إهمال صناعة الورق في مصر بفعل فاعل ولأسباب كثيرة، نتناول بعضها في هذا الموضوع..

فما بين مصانع كانت تنتج آلاف الأطنان شهريا توقفت تماما ويتم عرض ماكيناتها حاليا كخردة، وبيع مصانع قطاع عام لشركات أجنبية أو تحويلها لقطاع خاص، واعتماد بعض الجهات على الاستيراد كبديل أرخص من الصناعة المحلية بعد ارتفاع تكلفة الإنتاج..

حاولنا الوقوف على أهم أسباب إهمال وتأخر صناعة الورق في مصر.

المصانع مهملة

نبيه يونس مدير عام باحدى إدارات شركة راكتا لصناعة الورق سابقا، قال إن مصانع الورق العاملة في مصر من القطاع العام تم إهمالها بشكل مبالغ فيه دون تطوير وتعيين قيادات إدارية دون المستوى في حين كان يمكن الاعتماد عليها في تقليل الفجوة بين الاستهلاك المحلي من الورق وحجم الاستيراد وبالتالي التخفيف عن الموازنة العامة للدولة.

ماكينات دون صيانة

أضاف يونس لموقع “الموقع“، أنه على سبيل المثال فإن شركة راكتا واحدة من أهم شركات القطاع العام في صناعة الورق كانت تنتج 3000 طن ورق أبيض شهريا، و2000 طن شهريا لماكينات الكارتون من الدوبلكس، بخلاف إنتاج مصانع شركة إدفو ومصانع القطاع الخاص، ولكن حاليًا تم وقف العمل على الماكينات دون عمل صيانة لها بهدف بيعها خردة، على الرغم من قرار الجمعية العمومية باستمرار التشغيل، وكانت الشركة تنتج من 50 ألف لـ 60 ألف طن ورق سنويًا.

قش الرز وورق الجرائد

وأوضح أن المصانع في مصر كانت تعتمد في إنتاج الورق على لب قش الرز، وحاليًا تعتمد على ورق الدشت المحلي وكانت المصانع تضيف لُب الخشب لزيادة بياض ورق التصوير، ويتم إنتاج ورق الفلوتنج والدوبلكس المستخدم في صناعة أغلفة الكراسات والكشاكيل، أما ورق الجرائد فيتم استيراد الكمية المطلوبة منه، فلا يوجد له خط إنتاج في مصر لأنه يحتاج إلى معاملة خاصة وماكينات على أعلى مستوى من الجودة وعدد الجرامات به أقل من الورق العادي، فضلا عن أن أسعاره في الخارج مرتفعة جدا، ونسبة لُب الخشب به عالية جدا، وبالتالي يمثل عبء على الدولة في استيراده.

نرشح لك : أبرزها شهادات الإدخار وأذون الخزانة.. اقتصادي يكشف لـ«الموقع» الطرق الآمنة لحفظ قيمة الأموال

مصانع توقفت

وأشار يونس، إلى أن هناك مصانع في الصعيد لإنتاج الأوراق تم وقفها بسبب ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء والعمالة وغيرها من عناصر التكلفة وأثرها على تكلفة إنتاج الطن في شركات القطاع العام عن مثيلتها من القطاع الخاص، حسب مسؤولي المصانع، على الرغم من أن هذه المصانع كان يقربها المادة الخام من لُب مصاص القصب أقرب من غيرها التي تضاف كمادة وسيطة مع القش للمساعدة في عملية شد وبياض الأوراق إضافة إلى لُب الخشب المستورد من بلاد شرق آسيا.

الخرافي الكويتية

ونوه إلى أن المصانع التي أغلقت كان بقربها أيضا مصانع تابعة لشركة الورق الأهلية وتم بيعها لمجموعة الخرافي الكويتية منذ سنوات وكانت ضمن شركات القطاع العام المنتجة للورق وتحولت لشركة قطاع خاص بعد بيعها على الرغم من أنها نفس بيئة العمل، إضافة إلى عدد آخر من مصانع الورق في برج العرب، في حين أرجع يونس سبب إغلاق هذه المصانع إلى قلة الإنتاج وسوء الإدارة.

60% استيراد

من جهته يقول محمد خليل رئيس شعبة الورق بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن السوق المصري حاليًا يعاني من ارتفاعات قياسية في أسعار الورق، بسبب اعتمادها على الاستيراد بحوالي 60% من الإستهلاك المحلي، مشيرًا إلى أن مصر لديها العديد من مصانع الورق مثل راكتا، ولكن المنتج المحلي ليس بنفس جودة المنتج المستورد.

جودة متدنية

أضاف محمد خليل، لموقع “الموقع“، أن ماكينات مصانع الورق في مصر تدهورت ولا يوجد خطة لتطويرها، فضلا عن أن العمالة الموجودة ليست مؤهلة أو مدربة على التعامل مع الماكينات الحديثة، لذلك منتجاتهم المحلية ذات جودة متدنية لا تضاهي الجودة المستوردة على الرغم من أن المصانع المحلية تستورد جزء كبير جدًا من المادة الأولية لصناعة الورقة.

لب الأخشاب

وأوضح رئيس شعبة الورق، أن مصر تستورد 100% من ورق الجرائد بسبب تدني الجودة المحلية، فضلا عن عدم توافر الخامات المستخدمة في صناعته في مصر وخاصة لب الأشجار، وأن هناك بعض المصانع في مصر يستخدمون نشارة القصب في صناعة الجزء محلي الصنع لكنه منخفض الجودة.

تكلفة الإنتاج

وتابع، على الرغم من محلية صنع جزءا منه، إلا أن أسعاره مرتفعة تكاد تقارب من أسعار المستورد، وترجع المصانع ارتفاع الأسعار إلى تكلفة الإنتاج وزيادة أسعار الكهرباء واستيراء جزء من مدخلات الإنتاج، لذلك يكون اللجوء دائما للاستيراد.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى