هلال وصليب

«الإفتاء»: سؤال غير أهل العلم والتخصص حرام شرعًا

كتب – أحمد عبد العليم

كشفت دار الإفتاء المصرية عن المعنى المراد بأهل الذكر من قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾ [النحل: 43]؛ حيث بينت أن المراد بأهل الذِّكْر: أهل التخصص والعلم والخبرة في كل فنٍّ وعلمٍ؛ وهذا مبنيٌّ على عموم لفظ الآية الكريمة لا على خصوص سببها، وحملُ اللفظ على عمومه أولى ما لم يَرِد له مُخَصِّص؛ فيُسْأَل في كلِّ علمٍ من علوم الدِّين أو الدنيا أهلُه، وتعيين أهل الذكر في الآية بالنُّطق يقتضي تحريم سؤال غيرهم من غير المتخصصين.

وكانت الإفتاء أكدت في بيان سابق نشرته الصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، على دعوة الإسلام إلى احترام أهل التخصص، مشيرة إلى أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم علّمنا احترامَ التخصُّص؛ فبرغم عِلْمه صلى الله عليه وآله وسلم الرباني فإنَّه كان يستشير المتخصصين من الصحابة في كافة الشئون الدنيوية ليعلِّمنا اللجوء للمتخصصين.

وأضافت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يُنوِّه بتخصصات أصحابه الكرام إشادةً بهم؛ فيقول: «أَرْحَمُ أُمَّتِى بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ -وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ- وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» رواه أحمد. ففي هذا الحديث تنبيه للناس ليكونوا على بيِّنة من هذه التخصصات حتى يلجئوا إليها عند الحاجة، أو لترجيح قول صاحب التخصص عند التعارض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى