أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. ثقافة الزلازل!

ها نحن اليوم نستعيد ذكريات زلزال أكتوبر ١٩٩٢ الأليمة الذى ضرب القاهرة وأوقع الكثير من الخسائر البشرية والمادية، مع وقوع الزلزال الاخير الذى ضرب سورية وتركيا، ليكن أيضًا بمثابة جرس انذار لنا جميعًا!.

ولكن لماذا أقول “نستعيد معه ذكريات أليمة وجرس إنذار “؟!.

لعل العدد الكبير من الضحايا فى البلدين وكم الخسائر المادية، هو ما استدعى بداخلى ذلك المشهد المأساوي الذى عاينته قبل ٣٠ عامًا بالتمام والكمال بالقرب من منزلى بضاحية مصر الجديدة ، ولكنى أتوقف هنا عند جزئية جديرة بالتسجيل لعلها تكون مرشدًا للمسؤولين فى حالة تكرار تلك الظواهر الطبيعية المرعبة، وفى نفس الوقت تجعلنا جميعًا على أهبة الاستعداد لمواجهة اى طارىء خاصة أن الزلزال الأخير المدمر الذى وقع فى سورية وتركيا، كان له توابع احس به سكان القاهرة الكبرى.

فحين وقع زلزال ١٩٩٢ ، سارعت الجزائر بإرسال فريق لمساعدة مصر، حيث أن الجزائريين لديهم خبرات كبيرة فى مواجهة مثل هذة الأمور، وبالفعل توجه الفريق لحى مصر الجديدة لانتشال ضحايا عمارة ميدان هليوبوليس المعروفة بعمارة (الحاجه كاملة)، وهى عمارة ذات شكل معمارى دائرى مميز سقطت مع اللحظات الأولى لوقوع زلزال ١٢ أكتوبر ، وقد بقى أسفل انقاضها أسرة ظلت على قيد الحياة لعدة أيام -حتى فارقت جميعها الحياة تباعًا- عدا عائلها الشاب أكثم!

كان الأمل يحدو الفريق الجزائرى فى إنقاذ أكبر عدد ممكن من ضحايا العمارة، إلا أنه اصطدم بضعف ثقافة المصريين فى مواجهة غضب الطبيعة المتمثل فى الزلزال !، فقد تجمع الناس حول الأنقاض لمتابعة عمليات رفعها ، ولم يتمكن الفريق بسبب ضوضاء الجموع الغفيرة- من سماع أصوات وأنفاس العالقون تحت الأنقاض ، وبالتالى فقد آثر الانسحاب والعودة لبلاده(!).

أكتب ذلك ليس بغرض التحسر على الماضى بتبعاته وألامه ، ولكن بهدف التعلم من هذا الدرس القاسى ، فربما نواجه مجددًا غضب الطبيعة، ووقتها سيكون لزامًا علينا جميعًا التسلح بخبرة الماضى وثقافة مواجهة الأزمات والاستفادة من دروس الآخرين الذين سبقونا من أجل إنقاذ حياة المعرضون لأخطار ، وهو الهدف الأسمى لأى حكومة.

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. نجوم الكرة والفن و 57357 !

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع»..مونديال المتعة والإبهار وتوظيف الدولار !

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. الانتصار المغربي والصدمة الأمازيغية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى