أراء ومقالاتالموقع

سعيد علي يكتب لـ«الموقع» عن الحوار الوطني ودعوة مرتضى منصور

«اذا لم يتم دعوة الأهلي والزمالك لحوار وطني، فلا يُعد هذا حوارًا وطنيًا»، بهذه الكلمات طالب مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك دخوله ورئيس الأهلي محمود الخطيب في الحوار الوطني الذي يسعى للم شمل القوى السياسية والشبابية.

«منصور» الذي اعتدناه شخصًا يتبنى خطابًا عدائيًا طوال الوقت، يتهم الجميع، ولا يتحدث عن الآخرين من منافسيه إلا بالنقد والسلب، إن لم يتطرق لشخصية الأمور، تحول الآن إلى شخص مسالم، يبادر بالصلح، ويسعى للحوار، ويريد التعاون.

لم يكن حديث رئيس الزمالك الأول من نوعه، فقد سبق له وأعلن تشجيعه الأهلي أمام الوداد المغربي في نهائي إفريقيا في محاولة لتلطيف الأجواء، والتمهيد لصلح بات في حاجة له بعدما صدر حكم ضده لصالح رئيس الأهلي .

انتقل «منصور» من مرحلة السعي للصلح في الخفاء ووراء الستار، إلى المطالبة بذلك علنًا في وسائل الإعلام، وكلما اقتربنا من 20 يونيو جلسة تأكيد الحكم بحسبه أو التأجيل، ستزداد نغمة التودد ومحاولات ترضية الأهلاوية ومسؤولي النادي.

في حقيقة الأمر كان رئيس الزمالك محقًا في حجته، بأن الرياضة جزء لا يتجزأ من العملية السياسية، بل وتُعد أحد أهم الحلقات في عالمنا الحديث.

انتصرت فرنسا سياسيًا على إسبانيا في صفقة مبابي، وقد شاهدنا جميعًا تصريحات اللاعب بأنه تلقى اتصالات مباشرة من رئيسي فرنسا السابق والحالي.

لم يكذب مرتضى حينما قال بأن الرياضة لعبت دورًا مهمًا للغاية في أزمة أوكرانيا وما تلاها من قرارات مهمة استخدمتها القوى العالمية في مجال الرياضة لحصار روسيا.

لكن غير المنطقي أن يربط مرتضى منصور، أزماته الشخصية بالمؤسسية، فما الرابط بين الزمالك وماجدة شقيقة الخطيب التي تحدث عنها في الماضي!.

ما الرابط بين الأهلي والألفاظ التي سمعناها والتسجيلات التي تم تداولها على لسانه ولا زالت موجودة.

القيادة السياسية على وعي أكثر من مرتضى ومنا جميعًا بأهمية الرياضة ودورها السياسي والمجتمعي ولو كانت خلاف ذلك، ما شهدت بلادنا أكبر طفرة على مستوى البنية التحتية وتنظيم البطولات على مدار تاريخها، بل ولعبت مصر في عهدها الحديث مع الرئيس عبدالفتاح السياسي دورًا قادت فيه العالم لأول مرة حينما نظمت كأس العالم لكرة اليد بينما كان العالم كله يؤجل بطولاته وتجمعاته انتظارًا لحل ومبادرة جاءت من القاهرة القائدة.

لكن القيادة السياسية ذاتها التي سبق وأن أجمعت شتات الرياضين وأصلحت بينهم، لم تعد متفرغة لصراعات شخصية، ولا يعنيها بالأساس سوى الارتقاء بالرياضة وحل مشكلاتها، لا مشاكل الأشخاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى