الموقعتحقيقات وتقارير

سكان المقابر.. الحياة على أطراف الموت

دورات مياه مشتركة لأكثر من أسرة وعشش حمام فوق الجثث

>>حياة كاملة للمواطنين داخل المدافن..و«المحليات» خارج الخدمة

>الأهالي يقيمون الأفراح والسبوع على جثامين الموتى دون مراعاة لحرمة الموت

>> المقابر أصبحت مأوى لتجار المخدرات والخارجين عن القانون وأطفال الشوارع

>> ورش سيارات وغسيل الملابس والأوانى على المقابر..انتهاك صارخ لقدسية المقابر

>>استشاري بلديات: المحليات تدهورت أوضاعها عبر عقود ويطالب باسترجاع وزارة العشوائيات

 

تقرير – أسامة محمود

حالة من الغضب والاستياء بين المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية، بسبب مايحدث فى المقابر بمحافظة القاهرة بصفة عامة والمقابر المجاورة لطريق صلاح سالم بصفة خاصة ومايتم فيها من ممارسات غير آدمية وغير أخلاقية “الأمور الحياتية لعدد كبير من البشر تمارس كلها داخل المقابر”.

وطالب الكثير من النشطاء عبر مواقع الاجتماعي، محافظة القاهرة والإدارات المحلية بالتدخل لانقاذ مايمكن انقاذه واحترام قدسية المقابر والموتى وبسرعة التدخل للقضاء على الأعمال غير آدمية داخل المقابر ومنها “تعاطى المخدرات، غسيل الملابس ومشاهدة التلفاز ووجود دورات مياه ملاصقة للقبور والانجاب إلخ فضلا علي أن بعض السكان وضع عشش للحمام فوق المقابر” حسب تعليقات لمتابعين”.

وعلق عدد من المتابعين على هذه المعاناة مؤكدين أنها تمثل كارثة كبرى تحدث فى المقابر والممارسات والأعمال التي يمارسها القاطنين فيها بالإضافة إلى أعمال البلطجة والسرقة والاعتداء التى تتم من هؤلاء “الخارجين عن القانون” ويتخذون المقابر ستر لهم للهروب عن أعين الحكومة والشرطة.

بدوره ناشد الدكتور حمدي عرفة أستاذ الادارة الحكومية والمحلية وخبير استشاري شؤون البلديات الدولية، قيادات الادارة المحلية من رؤساء أحياء ومراكز بالاهتمام بمقابر القاهرة الكبري بصفة عامة والمقابر المجاورة بطريق صلاح سالم بصفة خاصة لكي يقفوا علي المهازل التي تحدث داخل المقابر من حيث ممارسة جميع الأمور الحياتية داخل المقابر .

وعبر “عرفة” فى منشور له على موقع “واتساب” حصل “الموقع” على نسخة منه عن استيائه من تعامل الحكومات المتعاقبة تجاه ملف سكان القبور منذ عدة عقود وحتي الآن مشيرًا الي أن بعض المحافظين وما يتبعهم من رؤساء أحياء ومدن ومراكز اهملوا تماما ولم يضعوا حلولا لمشكلة سكان المقابر بنسبة 1% في ظل زيادة أعدادهم التي تتزايد يوما بعد يوم.

وقال عرفة : وصلت المهازل إلى ممارسة جميع الأمور الحياتية من قبل سكان تلك المناطق علي القبور من غسيل الملابس ومشاهدة التلفاز بل ووجود دورات مياة ملاصقة للقبور والانجاب الخ فضلا علي ان بعض السكان وضع عشش للحمام فوق المقابر، مؤكدا أنه قام بزيارة عدد من المقابر والتقي القاطنين بها حيث أن الأهالي منذ عقود حولوا المدافن الي مساكن وهذا يتنافي مع المبادىء الدينية الاسلامية

وتابع: أثناء زيارتي لمنطقة سكان القبور وجدت 5 أفراد في غرفة واحدة فقط وليست لديهم دورة مياه يضطرون كل صباح للذهاب الي أقرب صنبور للحصول على المياه وبالإضافة إلى الانفلات الأمنى في ظل عدم وجود أي أمن علي الإطلاق أو حتي بالقرب من المقابر المنتشرة في شتي المحافظات، وتعد المقابر مخبأ وساتر للهاربين الهاربين من الاحكام القضائيه وتجار المخدرات ومتعاطيها والخارجين عن القانون ، مطالبا المحافظين والمسئولين التنفيذيين بزيادة هذه المقابر ليشاهدوا الكارثة على الأرض.

وأردف “عرفة” : تقوم بعض النساء اللاتى يسكن المقابر بنشر وتعليق “غسيل الملابس” علي طرفي القبر نظرا للمعاناة التي يعيشونها منذ عقود وحتي الآن حيث لم يزورهم أي مسوؤل أو حتي وزير أو رئيس حي ولا يوجد أبسط أمور الحياة الكريمة علي الاطلاق .

كما أنه عند وجود جنازة يقومون بدفن الفقيد ثم يضعون التراب ثم يقومون بوضع عدد من الأثاث علي المدفن “الأريكة” نظرا لضيق المساحة وهذا له حرمة دينية تتطلب تدخلا فوريا من الأزهر الشريف حيث تعيش كل أسرة في مساحه من 20 متر الي 35 متر علي الأكثر في كل مدفن وحياتهم مهددة بالخطر يوميا من الخارجين من القانون ونسمع عن حالات اغتصاب وقتل في المقابر يوميا مع العلم ان معظم الأهالي يقيموا الأفراح والأعياد وسبوع المواليد ويتزوجون وينجبون داخل المقابر وأصبحت تلك العيشة الخاصة بهم وسط المعاناة.

وعن رؤيته لوضع تخطيط استراتيجي لرفع المعاناة عن سكان القبور، أكد أن هناك استراتيجيات للنهوض وإجلاء سكان القبور قائلا: لا بد من استرجاع وزارة للعشوائيات التي تم إلغاءها وبسرعة نظرا لان العبء ثقيل من الناحيه الادارية والتنظمية في وزارة التنمية المحلية التي تشمل جميع مفاصل الدولة فلا بد ان يكون هناك تنظيم في اطار تحديد المسؤوليات والسلطات منعا للإزدواجية الادارية في الجهاز الاداري والتنفيذي للدولة.

وأضاف :أنه حان وقت الاستجابة من قبل الحكومة ، مشيرا إلى أن المحليات تدهورت أوضاعها عبر عقود بدون أن تستفيد الحكومات السابقة حيث أن وزارة تطوير العشوائيات ستختص بادخال المرافق المختلفة للمناطق العشوائية الصالحة للسكن وتحسين البنية الأساسية علاوة علي بناء نظام خدمي شامل في تلك المناطق لكي يشعر المواطنين بآداميتهم على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى