أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» البرغوث رئيسا!

لو أمتلك صلاحيات توزيع جوائز “بابا نويل”، لمنحتُ صورة البرغوث الأرجنتينى المذهل ليو ميسى نائما بجوار كأس العالم لقب “لقطة العام” .. كادر عبقرى يحمل دلالات ورسائل شديدة الثراء والخيال .. فقد هدأت أعصاب الموهبة الفذة من مشوار الألف ميل لحصد الأرقام القياسية.. واستقرت جفونه باسمة مستريحة بداخلها القطعة الذهبية الخالدة التى تغازل أحلام كل لاعب صغيرا كان أو كبيرا .. وصار الحلم واقعا يضع رأسه هى الأخرى فوق الوسادة الخالية، ويداعب اللون الأصفر عينى الطموح الدائم المغلقتين .. وهل انتهى الحلم بالفعل وكتب كلمة الختام؟!.
تلك هى الرسالة الأكبر التى تنطوى عليها اللقطة الباهرة، وقد لايلتفت إليها أحد وسط مشاعر النشوة وتشبع الانتصارات بعد رفع الكأس الثمينة وتحطيم الأسطورة مارادونا والاستعداد للرحيل واعتزال الساحرة المستديرة .. إنها بداية حلم جديد ينظر إليه البرغوث النائم وتحدق فيه حواسه وتستفز ملكاته وقدراته .. فقد يفكر عريس المونديال فى مغادرة المستطيل الأخضر ووداع عشاقه فى المدرجات بعد تتويج رحلته بالأوسمة والكؤوس والأحذية الذهبية .. ولكن لن تنتهى علاقته السحرية بالجماهير عند حدود نجوميته كلاعب من الصعب تكراره أو استنساخه، إن لم تكن ستبدأ من هذه المنطقة ليشق طريقه نحو عرش آخر يخطط للتربع فوقه وبناء المجد على أركانه .. ويرتكز عازف التانجو المنفرد على رصيد ضخم ووفير من الشعبية والثقة والأفعال، ولماذا لاتؤهله تلك المقومات للجلوس على مقعد الرئاسة ليقود أمة ويصنع أجيالا ويحقق معجزات سياسية واقتصادية شبيهة بما أحرزته قدماه على مدار سنين؟!!.
لكى تصبح حاكما ذا كاريزما وتأثيرا وجاذبية المغناطيس، لابد وأن تتسلح بإنجازات هى عنوانك ومانشيت شخصيتك وزعامتك .. ولن يجد الأرجنتينيون سوى “ميسى” العجيب ليعبر بصدق عن هذه المواصفات، وكل ما يحتاجه هو فرصة قيادة دولة بعد تفوقه وصبره فى قيادة منتخب عالمى عبر به المحيطات وبوابات التاريخ .. ومع هذه التجربة بحُسن الإدارة واختيار الحاشية المناسبة فى بطانة السلطة، يستطيع نموذج “ميسى” أن يفعل ويحقق الكثير، ويخدم الملايين من شعبه بنفس منطق ووسيلة إسعادهم عن طريق موهبته الكروية النادرة .. وقد يفهم البعض أنها أمنية من العبد لله لترشيح الأسطورة اللاتينية لأعلى منصب سياسى أو رغبة صادقة فى مشاهدة انتصارات وأهداف أخرى فى ملعب أكثر اتساعا ورحابة .. ملعب وميدان له مبادئه القاسية وقواعده المتينة .. وبالفعل، كل الأمانى والأحلام ممكنة ومشروعة خصوصا مع مفاتيح شخصية مثيرة كـ “ميسى” تلمع بالذكاء والمهارة وقهر المستحيل!.
– البرغوث الوسيم ما زال نائما بجوار “معبودة الجماهير” .. يحلم .. ويبتسم فى زهو لحلمه القادم .. فانتظروه “زعيما مُبشِّرا” إذا أتقن الدور المقدس، وخلع قميص المجد ليرتدى “السُترة الأنيقة” يوما ما بشرط أن يحافظ ببراعة وحنكة وخبرة البطولات على “شارة الكابتن”!!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عالم بلا يهود!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» فيروس «التمثيل المشرف»!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مليارات عسل الدوحة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى