أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» جيل البصمة الإلكترونية!

يوميا نتحدث ونصرخ عن التربية والتعليم .. كيف نؤسس النشأ؟! .. وماذا نعلمهم من معارف وأدوات لبناء عقلهم واتساع مداركهم؟! .. ويسعد المرء عندما تخرج الإجابة من مدارس الأقاليم التي تعاني من التهميش وتناضل من أجل ولادة جيل جديد سلاحه تفوق العلم واستقامة السلوك .. ولنذهب إلى مدرسة “حسن أبوبكر” الثانوية النموذجية في القناطر الخيرية في جولة بصحبة المشرفة المتميزة لمياء الطوخي أخصائية تكنولوجيا المعلومات بالمدرسة لنتعرف على تجربة جريئة ويتحدى خيال الطلاب بها تلوث و”عُقم” المنظومة التعليمية!.
وبادرت السيدة لمياء بتبني مواهب مجموعة منتقاة من الطلبة لتكوين أسرة مهمتها إعداد مجلة إلكترونية من رحم عهد “التحول الرقمي” الذي تحتضنه الدولة ويرفع شعاره النظام السياسي، وخططت الأخصائية النشيطة مع أبنائها في المرحلة الثانوية لإبراز الجوانب الإيجابية في التكنولوجيا بعد أن زحفت السلبيات في استخدامها واستهلاكها على عقول وأذواق البراعم الصغيرة، وانعكست سلبا على الصحة النفسية وسلامة الجسم والجهاز العصبي .. وركزت جهود المجلة على جمع أفكار وابتكارات الطلبة المشاركين في إخراجها، ونشر تصورات خصبة عن كيفية توظيف البرامج الإلكترونية على نحو يُنمِّى المهارات ويستنفر الملكات!.
والأجمل من الفكرة ذاتها، هو الغرض من ورائها – كما أكدت لمياء – متمثلا في غرس الثقة بالنفس وصفة الطموح واتخاذ القرار بلا خجل أو تردد في شخصية المراهق وهو يمر بمرحلة عمرية حرجة ومُحاصر بالإغراءات التي قد تدفعه إلى الإدمان أكثر من الإبداع .. ومن خلال مستودع التفكير العقلي للشباب، فتحت المجلة أبوابها وصفحاتها لكل طلبة المدرسة لجذبهم نحو المشاركة بالأفكار والاقتراحات، وبما يساهم عمليا في تفريغ الطاقات والإمكانيات في أشياء مفيدة وتجارب نافعة .. ونشاط مدرسي كهذا يمتص قدرات ومشاعر وأحلام التلاميذ في مقتبل مشوارهم، يقتضي من الوزارة المزيد من الدعم والمؤازرة، وتخصيص مسابقات وجوائز تُحفِّز  على المنافسة بين الطلبة لتعزيز “الغيرة العلمية” والرغبة في التغيير والانطلاق إلى عصر المعلومات .. بل ويستحق المشهد منح مثل هذه المشروعات البراقة أعلى درجات “المستوى الرفيع” لتضاعف من مجموع الطالب في اختبارات الثانوية العامة، أملا في الالتحاق بالكلية التي يصبو إليها!.
محمد صابر الذي أجرى اللقاءات الحوارية بشغف وإقدام .. ومحمد سمير الذي تولى تسجيل وتبويب المجلة .. وهايدي راضى التي أنتجت الشعر والقصة .. ومحمد تامر بمسؤوليته عن برنامج عرض العدد إلكترونيا .. ومازن سامي بقلمه الذي كتب المواد العلمية والمسابقات .. وعدسة محمد سيد التي التقطت الصور والزوايا المختلفة .. أما المراجعة والإخراج الفني فبرع فيهما عبد الرحمن منتصر .. إننا حقا أمام فريق “قوس قزح” بأطيافه السبعة تزين سماء واحدة من المدارس الريفية القادرة على إحراج النماذج الدولية بكل سخائها وميزانياتها الضخمة .. خصوصا عندما ترأسها مديرة واعية تفكر خارج الصندوق واسمها إيباء محمد سعيد!.
– بصمة أخرى مُلفتة من أصابع جيل يعشق العلم ولا يتورع في الإفصاح عن ميوله وآماله في الاتجاه السليم وبأساليب عصرية متطورة .. وكل ما ينتظره المزيد من الاحتواء والرعاية .. والإيمان بدوره في الارتقاء بالمجتمع، وبـ“الجمهورية الجديدة”!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» قتل الطموح .. بـ «جرة قلم»!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» لهؤلاء .. يسجد بابا نويل!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» خطة كيوبيد .. الإله الإنسان في ثوبه المسرحي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى