أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» خطة كيوبيد .. الإله الإنسان في ثوبه المسرحي!

قضية الحب قتلتها بحثا ومعالجة الرؤى المسرحية .. وناقشتها أجيال من شباب الحركة الفنية بمختلف الأعمار  والخبرات ودرجات الموهبة والثقافة .. والعلاقة بين قلبين تنتهي بالرباط المقدس وشهر العسل المؤقت دائما كانت المحور وحجر الزاوية عند كل مؤلف أو مخرج أو فريق عمل .. وجاء المبدع الشاب أحمد فؤاد مستعينا بقلم الرشيق عبد الله الشاعر ليجرى لقاءً عبر “ميكروفون الإذاعة” مع إله الحب ورمز الرومانسية .. “كيوبيد” المشاعر والأحلام الذي يصيب القلوب بسهام “النبض اللذيذ”، ولكنه ارتدى هذه المرة بالاتفاق مع المؤلف والمخرج “ثوب الأب” ليرسم خطته للوفاق بين ابنته وابن أخيه وإجبارهما على “اختبارات حياة” للتيقن من صدق اقتناع كل طرف بالآخر .. وكثيرا ما اقتنعت بجدية “فؤاد” عندما قادنا إلى “نزهة في أرض المعركة” لنستخرج منها أنبل القيم والمعاني، واحترمت جرأته في اقتحام العقل والإبحار تحت الجلد في “ديجافو” .. واليوم استمتعت بساعة كاملة من الإيقاع المنضبط داخل قاعة يوسف إدريس محدودة المساحة والمقاعد، وشاسعة بالأفكار والدلالات الإنسانية والعاطفية!.

٤ ممثلين ومعهم “أوتار كمان” اكتفى بهم المخرج النشيط لصنع حالة مسرحية مليئة بالمناطق الدافئة والباردة بين الرجل والمرأة .. صعودا وهبوطا .. وأمسك “كيوبيد” بترمومتر العلاقة قبل الزواج وبعده لقياس مدى قوة النضج في الاختيار وتفهم عيوب كل طرف واستيعاب نواقصه وقراءة مميزاته، وارتفعت درجة حرارة العرض في ذكاء وانسيابية، وانتعشت الجرعة بفضل براعة عبد المنعم رياض في منح “الإله كيوبيد” طاقة كوميدية متوهجة بتنوع طبقات الصوت مع التعبيرات المتنوعة .. وعمق أداء كريم الحسيني بين طيبة الشاب الخام، وغرور الخطيب الأناني، مستغلا لغة العينين السينمائية مُطعمة بالحيوية المسرحية .. وتلقائية أمنية حسن الصاعدة بقوة في منافسة الحرس القديم بالإحساس المرهف وتلقائية التشخيص .. ثم خبرة وإخلاص نوال سمير التي تنتمي بامتياز إلى جيل “الفن رسالة وجسر تواصل”!.

وانعكست بساطة الفكرة على سينوغرافيا العرض من إضاءة مريحة للأعصاب ومخدرة للمشاعر بدرجاتها المختلفة وزواياها الجانبية، ولوحة تشكيلية من الورود البلاستيكية المعبرة عن ذبول قيمة الحب بمرور الزمن وتراكم تجارب الإنسان القاسية .. وتفوقت “آلة” المبدع الهادئ تامر عبد المجيد في رسم شخصية “الراوي الصوتي” لكل حدث، والساخر بأوتاره المذهلة من كل موقف درامي لا يقدر أهمية وقدسية كلمة “الحب”!.

– حتى الإله الأسطورة، إنسان قد يصيب ويخطئ، ويعيش أسيرا أحيانا لهواجسه وخزينة عواطفه الخاصة، ويسئ لأقرب أحبابه بتصرفاته وقناعاته .. والحب هو قمة المسؤولية لتصبح هذه الفلسفة هي السهم العصري الذي أطلقه “كيوبيد الأب” ليصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن “أكبر سر” ربط ولا يزال يربط بين آدم وحواء!.

اقرأ ايضا للكاتب..

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» البرغوث رئيسا!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عالم بلا يهود!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» فيروس «التمثيل المشرف»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى