الموقعتحقيقات وتقارير

«شهادات البنوك ما لها وما عليها»..توزيع أعباء أم سياسة نقدية تحارب السوق السوداء؟

>> «الدماطي»: شهادات الـ25% مكلفة للغاية..والبنوك توزع المخاطر

>> البنوك قادرة على تحمل خسائر ومخاطر طرح الشهادات

>> 35 ألف عميل جديد للبنوك لشراء شهادات الـ 25%

>> «بدرة»: طرح الشهادات تسببت في انهيار السوق السوداء.. وأغرت تجار العملة

>> بعض البنوك تطرح شهادات بنفس مستوى الفائدة لتعويض السيولة

>> «خضر»: البورصة والمشروعات الصغيرة أبرز المتأثرين من طرح الشهادات

>> أصحاب الشركات يتجهون للبنوك بعيدا عن مخاطر الاستثمار

تقرير- ندى أيوب

مؤخرا قامت بعض البنوك الخاصة والحكومية العاملة في مصر مثل بنك CIB وبنك Qnb بطرح شهادات بعوائد مرتفعة تتراوح ما بين 20% و25%، فيما طرح بنك القاهرة أيضا شهادات ادخارية بنفس العائد المرتفع، في الوقت الذي اعتزم فيه أكبر بنكين حكوميين على وقف شهادات الـ 25% بعد استمرارها مدة محددة..

وبحسب تصريحات محمد الأتربي رئيس بنك مصر، يعتزم البنك وقف شهادات الـ 25% بحد أقصى نهاية الشهر الجاري بعد تحقيق المنشود من طرحها بعدما تخطت حصيلة الشهادات الـ 300 مليار جنيه على حد قوله، وذلك مقارنة بحصيلة بلغت 750 مليار جنيه من شهادات الـ 18% التي طرحتها البنوك في مارس الماضي…

نرشح لك : خالد منتصر وهؤلاء.. ترند مثير للفتنة

ومن هذا المنطلق نتناول الأسباب التي دفعت بعض البنوك الأخرى طرح هذه الشهادات في الوقت الذي يعتزم فيه بنكي مصر والأهلي وقفها.. أيضا نحاول الوقوف على ماهية هذه الشهادات وجدواها الاقتصادية، باختصار نعرف ما لهذه الشهادات وما عليها…

• توزيع مخاطر

تقول الدكتورة سهر الدماطي نائب رئيس بنك مصر السابق، وأستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، لموقع “الموقع” إن بعض البنوك طرحت الشهادات مرتفعة العائد في الوقت الذي يعتزم فيه بنكي مصر والأهلي وقف الشهادات من باب توزيع المخاطر، لأن طرح هذه الشهادات مكلف جدًا ويسبب خسائر للبنوك وبالتالي توزيع هذه الشهادات لا يكلف بنكين فقط كل الخسائر.

• خسائر وعبء مخاطر

وأكدت أستاذ الاقتصاد، على أن مصر لديها عدد وفير من البنوك وبالتالي توزيع طرح هذه الشهادات تتحمل البنوك كافة الخسائر والمخاطر وعبء إصدار شهادات الـ 25% بصورة أكثر واقعية، حيث جذبت حوالي 700 ألف عميل خلال 15 يوم من إصدار الشهادات منهم 35 ألف عميل جديد، والباقي ما بين كسر شهادات قديمة وغيرها.

• السياسة النقدية

من جهته يقول محمد بدرة الخبير المصرفي، وعضو مجلس إدارة البنك العقاري المصري، إن جزء من السياسة النقدية هو امتصاص السيولة من أيدى المواطنين وتحجيم الطلب على الدولار لضبط السوق المحلي والسيطرة على ارتفاع معدلات التضخم، لذلك طرحت البنوك شهادات الـ 25% لمدة عام.

• سحب أموال البنوك

أضاف عضو مجلس إدارة البنك العقاري لموقع “الموقع” أن اتجاه بعض البنوك مثل بنك القاهرة طرح شهادات بعائد 25% والبنك التجاري الدولي الذي طرح مؤخرًا شهادات بعائد 20% يرجع إلى أن هناك بعض العملاء قاموا بسحب السيولة من البنوك الأخرى وشراء شهادات بعوائد مرتفعة من بنكي الأهلي ومصر، لذلك كان عليهم تقديم نفس المنتج.

• مستودع للثروة

وأكد الخبير المصرفي أن طرح الشهادات بعوائد مرتفعة تسبب في انهيار السوق السوداء، لأن الفترة الماضية كان هناك مجموعة من العملاء تحتفظ بالدولار كمستودع للثروة وبالتالي رفع أسعار الفائدة أغراهم لبيع الدولار والإستفادة بعائد أعلى، الأمر الذي يؤكد على نجاح هذه السياسة، وهو ما رأيناه من وصول الدولار في السوق السوداء لنفس مستوى البنوك.

• مخاوف الاستثمار

أما الخبير الاقتصادي سيد خضر، فيرى أن طرح هذه الشهادات لها عيوب ومميزات، تتمثل في كونها عوائد مرتفعة للأفراد، وبعيدة عن مخاوف الاستثمار سواء المباشرة وغيرها، فضلا عن كونها أداة للبنك المركزي للسيطرة على التضخم المتسارع وسحب السيولة من الأفراد وبالتالي ثبات حجم الطلب على السلع والخدمات الأساسية .

• الاستثمار غير المباشر

وأوضح أن التاثيرات السلبية لطرح الشهادات تمثلت في تأثر الاستثمار غير المباشر في البورصة، بسبب اتجاه الأفراد بأموالهم للاستفادة من فائدة البنوك المرتفعة والبعد عن المخاطر والتحديات، وبالتالي يرتفع العزوف عن الاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتؤثر سلبًا على أداء الشركات بدعم ارتفاع تكاليف المواد الخام ومعدلات التضخم وبالتالي فالأوفر الإغلاق وتجنب دفع الضرائب المفروضة بالاتجاه لشراء الشهادات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى