رياضة

معالي وزير الرياضة.. «بعد العيد ما يتفتلش كحك»

كتب – أحمد مصطفى :

حينما يأتي شخص ما بعد فوات الأوان، أو يبادر بفعل وسلوك في توقيت متأخر، ارتبط في أذهان المصريين بالمثل الشعبي الشهير :«بعد العيد ما يتفتلش كحك».

هكذا كانت ردة الفعل الجماهيرية على ما فعله وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي، صباح اليوم، بعدما أعلن في بيان صادر عن الوزارة بدء مفاوضاته لإذاعة ما تبقى للنادي الأهلي من مباريات في بطولة كأس العالم للأندية.

عاش الجمهور المصري ليلة سعيدة، وسادت الفرحة شوارع القاهرة والأقاليم، في توقيت نحن بأمس الحاجة فيه للتعلق بأي فرحة، وأي انتصار.

دائمًا ما مرت مصر بعثرات ونجحت في تجاوزها على مدار تاريخها، ودومًا ما كان لكرة القدم دورًا في رسم السعادة ولعب دورًا معنويًا في صناعة البهجة، ودائمًا ما كان الأهلي هو عنوان هذه البهجة.

في عالم آخر يقوده العالم، ويدار بالمعايير، يكون التخطيط حاضرًا والنتائج مدروسة مسبقًا، فستجد قناة الرياضية السعودية مهتمة بناديها الهلال قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية إدراكًا بقيمة البطولة جماهيريًا ومعناها لدى الملايين هناك.

لكن في عالم آخر، تقوده الإرتجالية، وتسود العشوائية في كل مناحيه، تأتي القرارات والتوجهات على هيئة رد فعل متأخر للحدث.

هذا ما جرى نصًا وعبرت عنه وزارة الرياضة اليوم في بيان مؤسف، كشفت فيه مدى تأخر الوزارة في تحركها، وعدم علمها بقيمة الحدث وأثره في نفوس الجماهير وما يمكن أن يقدمه معنويًا لشعب بحاجة ماسة لأي انتصار معنوي مثلما قلنا.

جاء البيان في صباح اليوم التالي ليلة جميلة عاشتها الكرة المصرية أمام أوكلاند، وظهور قوي للأهلي حاز عناوين صحف العالم في شرقها وغربها، لكن يقظة وزارة الرياضة جاءت متأخرة، وكأن مسؤوليها مغيبون عن الواقع ولا يدرون بما يدور حولهم.

باتت الوزارة مشغولة بأزمات المصاطب، فلان يسب فلان، وفلان يتهم فلان، وفلان يتصالح مع فلان، وكأننا وزارة المجالس العرفية، بينما ما يسهم في تقدمنا وما يهم جماهيرنا، وما يشغل العالم أجمع، خارج الحسابات تمامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى