الموقعمدارس وجامعات

منع التصوير داخل المدارس.. قرار لإخفاء الحقائق أم لمعاقبة الإعلام؟!

مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية: غير قانوني ويتعارض مع حق الجمهور فى المعرفة

أستاذ المناهج بعين شمس: المدرسة مكان مقدس له حرمته والتصوير يخل بالمنظومة التعليمية

كتب- أسامة غانم

وجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تعليمات مهمة للمدارس بمنع التصوير أو التقاط الصور داخل المنشآت التعليمية المدارس، والإدارات، والمديريات، والهيئات، والمراكز إلا بعد التنسيق المسبق مع الوزارة ومدير المديرية، بهدف انتظام الدراسة، وتحقيق أكبر قدر من الانضباط.

كما حظرت وزارة التربية والتعليم الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام بشأن السياسات العامة للوزارة دون الرجوع إلى الوزارة، ويقتصر التصريح للإعلام على مديري المديريات والهيئات والمراكز التابعة في حدود الاختصاص، دون تجاوز ذلك إلى اختصاصات الغير.

وتباينت أراء الخبراء فى قرار وزير التربية والتعليم بمنع التصويرداخل المدارس بين مؤيد ومعارض لهذا القرار ويسرد “الموقع” فى التقرير التالى أراء الخبراء فى هذا القرار:

من ناحيته قال الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، إن هذا القرار غير قانوني وغير دستوري ، ويهدف إلى منع تدفق وإتاحة المعلومات أمام ممثلى الصحف ووسائل الإعلام لنقلها إلى المجتمع، مشيرا أن وزارة التربية والتعليم عليها أن تعيد النظر فى هذا القرار غير المدروس.

وأضاف “أبو طالب” فى تصريحات لـ”الموقع” أن مثل هذا القرار يتعارض مع حق الجمهور فى المعرفة ، لافتا إلى أنها قرارات تلجأ لها المؤسسات لإخفاء حقيقة ما يحدث في المدارس، والمؤسسات التعليمية رغم أن ما يحدث في المدارس يعتبر سلوك مجتمعي أكثر من كونه سلوك إداري، خاصة بعد أن قامت وسائل التواصل الإجتماعي بدور كبير فى الفترة الماضية من إظهار بعد السلبيات التى تحدث فى المدارس.

وتابع مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه يجب ألا نفقد الثقة في وسائل الإعلام “صحف، تليفزيون”، لأن الأحداث التي يصورها الإعلام داخل المدارس غير مغرضة، والهدف منها طمأنة أولياء الأمور على أبنائهم وبالأخص صغار السن في الساعات التي يقضونها داخل المدارس، وقال: حظر التصوير والصحفيين يفقد الثقة بين الوزارة والمدارس وأولياء الأمور.

وأكد”أبو طالب” أن الوزارة بهذا القرار تضع نفسها في معزل عن أولياء الأمور، كما أن هذا القرار لم يمنع التصوير داخل المدارس كما تريد الوزارة، لأن الإعلام سيتلقي الفيديوهات والصور من الطلاب أنفسهم.

وأشار إلى أن أولياء الأمور لديهم القدرة علي اكتشاف الصور المغرضة من الصور الموضوعية، فهذا الأسلوب لن يحقق الرضا من الرأي العام، لذلك لا يجب أن يحظر التصور لأنه يفقد الثقة بين الوزارة والمدارس وأولياء الأمور، وكثيرا ما تثار أحداث كثيرة داخل المدارس لا ذنب للوزير فيها، ولكن لا يجب إجراء عملية العزل تلك، موضحا أن إخفاء الحقائق وما يدور فى المدرسة ليس وسيلة لتحسين صورة الوزارة بل بالعكس يفتح مجال للشائعات والقيل والقال يفسد العلاقة بين المؤسسات والرأي العام، مطالبا الإعلام بالامتناع عن التلميع الإعلامي للوزير التي يسعى لإخفاء الحقائق عن الرأي العام على حد قوله.

وفى سياق متصل قال الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إن المدرسة مكان مقدس له حرمته بمثابة خط أحمر مثلها كالمسجد او الكنيسة، ولا يجب لأحد أن يعتدى على حرمة المؤسسات التعليمية أو إخلال بالنظام التعليمى داخل المدارس، وبالتالى لا يجب أن يكون هناك تصوير للعملية التعليمية داخل المدارس إلا فى حدود معينة كالبحث العلمي تصوير وتسجيل احتفالات التخرج او التكريم.

وأضاف “شحاتة” فى تصريحات لـ”الموقع “أن التصوير داخل المدارس والذى ظهر فى الآونة الاخيرة وانتشار هذه الصور والأحداث التى تحدث داخل المدارس على منصات التواصل الاجتماعي من شأنه الخلل بمنظومة التعليم والتى يكون الأصل فيها التعليم والاستقرار والنظام، لافتا إلى أنه لا يجوز نقل ما يحدث داخل المدارس والمؤسسات التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هناك مدير مدرسة أو القائمين على العملية التعليمية داخل المدرسة ويكون التصوير من خلالهم بالإضافة إلى أفراد الأمن الإداري المكلفين بحماية المدرسة والطلاب، موضحا أنه لا يجب أن يكون التصوير كما نراه الآن بشكل هوائي وعشوائي وكل شخص يريد أن يصور يقوم بالتصوير دون ضبط وحدود على حد قوله.

ولقت “شحاتة” إلى أن هذا القرار سيزيد من سخط أولياء الأمور علي الوزارة، وخاصة بعد ظهور قصور في الأيام الأولى من العام الدراسي، موضحا أن هذا القرار القرار جاء كرد فعل نتيجة انتشار المشكلات في الأيام الأولى من العام الدراسي الجديد.

وأشاد الخبير التربوي بقرار الحكومة بعودة المدارس والجامعات وانتظام الطلاب فى المدارس بشكل مباشر وجهًا لوجه مع المعلمين والأساتذة، واستمراروذهاب 24 مليون طالب إلى المدارس والذى يوضح أن مصر قادرة على تخطى الأزمات وتقديم تعليم جيد فى ظروف استثنائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى