الموقعتحقيقات وتقارير

«نرمين» كسرت عادات الصعيد بالسفر للدراسة.. لتصبح إحدى بطلات مشروع تمكين الفتيات التابع للتضامن

الفتاة: العنف الأسري أشد الأنواع لأن الأسرة مصدر الأمان وإذا جاء خلالها أصبح انكسار

كتبت- منار إبراهيم

واحدة من فتيات صعيد مصر، استمدت القوة من أصولها ودعم أبيها، تمكنت من الحصول على الليسانس وتستكمل رحلتها العلمية بدراسة الماجستير، حتى أصبحت إحدى بطلات التغيير بمشروع تمكين الفتيات الاجتماعي والاقتصادي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، والتي استطاعت مواجهة كافة أشكال العنف ضد المرأة وتوعية السيدات والفتيات بمناهضته.

إنها نرمين عبد اللطيف، ابنة قرية المحروسة بمحافظة قنا، وتبلغ من العمر 25 عامًا، تخرجت في قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي، وكانت الأولى على دفعتها.

وتستكمل ابنة الصعيد رحلتها العلمية بدراسة الماجستير بجامعة طنطا، لترتفع نسبة التعليم في قرية المحروسة، لتكسر أول عادات المجتمع بدعم والدها بالسفر للدراسة خارج المحافظة، حيث اضطرت الكثيرات إلى التخلي عن أحلامهن بالالتحاق بكليات الطب والألسن بجامعة المنيا، لرفض الأهل سفرهن أو العودة بعد المغرب إلى قنا، فاكتفين بالكليات المتوافرة في جنوب الوادي.

لم يقيد افتتاح جامعة جنوب الوادي حلم نرمين بدراسة الماجستير خارج المحافظة، حيث سمح لها والدها الحاصل على دبلوم التجارة بالسفر لأيام لأغراض البحث العلمي بين طنطا والقاهرة.

تعمل “نرمين” مُعلمة بمدرسة ابتدائي، وسبق لها العمل في شركة إعلان للمنتجات عبر السوشيال ميديا، ونفذت في قصر الثقافة بصحبة زملائها من خريجي الطب والصيدلة والهندسة، مبادرة لتدريب الأطفال على الابتكار والاكتشاف.

لتبدأ من هنا مرحلة وعي جديد غيرت مجرى حياتها، حيث لم تكن تعرف عن العنف ضد المرأة سوى الضرب، فقبل المشاركة في التدريب بجمعية النداء إحدى المؤسسات الأهلية التي تعمل تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي.

وفي هذا الصدد، قالت نرمين إنها درست في السنة الأولى بالجامعة منهجًا لحقوق الإنسان، لكن لم يشرحه لهم أحد، ولكن عرفت من التدريب أن العنف ضد الفتاة له أشكال كثيرة، منها التحرش اللفظي.

وتابعت: عندما كنت أتعرض لمعاكسة ألوم نفسي، وأقول أكيد أنا السبب، لكن اكتشفت أن المتحرش هو الذي لديه مشكلة، كما عرفت أن تهديد الزوجة بالحرمان من أشياء تحبها عن طريق النظرات الحادة أو الحرمان الاقتصادي الاستيلاء على راتبها من العمل أيضا عنف.

وأضافت أن مقارنة بغيرها وشتمها أو إهانتها هو أحد أشكال العنف أيضًا ولا يجب أن تعتبره الزوجة شيئًا عاديًا، فأي سلوك ينتج عنه أذى جسدي أو نفسي أو معنوي أو اقتصادي سواء من المجتمع عموماً أو من الأسرة هو عنف، وأن العنف الأسري هو أشد أنواع العنف لأن الاسرة هي مصدر الأمان للفتاة، فإذا جاء من خلالها أصبح مصدر خذلان وانكسار لها.

وفي النهاية، أشارت نرمين إلى أن التدريب لم يرفع وعيها بالتعرف على انواع فقط، و لكن عرفت كيف يمكن للمرأة مواجهة العنف، وكيف تدعم من يتعرضن لأي نوع من أنواع العنف، ليس بالتحريض ضد أهلن، لكن بطريقة تضمن لهن عدم التعرض للعنف والحفاظ على أنفسهن.

الجدير بالذكر، أن نرمين هي واحدة من قصص نجاح كثيرة للمجتمع المدني في مصر، يتم مشاركتها من قبل وزارة التضامن الاجتماعي بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي أي زد)، نيابة عن الحكومة الألمانية، خلال حملة ال16 يوم لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء.

كما أن مؤسسة النداء تعمل بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، على التمكين الاقتصادي والاجتماعي للفتيات في ١٢ قرية بمحافظتي قنا والمنيا، من خلال خلق قيادات للتغيير من الفتيات والشباب لتوعية المجتمع بحقوق المرأة، أهمية التمكين الاقتصادي والمشاركة المجتمعية للفتيات، ومحاربة الأفكار الخاطئة والعنف ضد المرأة كختان البنات والعنف المنزلي وزواج الأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى