أراء ومقالاتالموقع

‏نزار السيسي بكتب لـ«الموقع» الامتحان الحقيقي

قرأت في سير النبلاء أنّ التواضع رفعة،وأن العطاء زيادة

وأنّ الشحّ نقص!

وأن الزهد الحقيقي هو زهد الإنسان عما حرم الله …

‏وأن المرء مهما ابتعد عن مغبات الهوى إلا أن الامتحان الحقيقي له يكمن في تلك الخلوات التي يختليها بنفسه ويبتعد فيها عن أعين الناس!

أتُراه ينتهك حرمات الله أم يعظم الله بينه وبين نفسه أعظم من تعظيمه أمام أعين الناس..

‏يقول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: “ما رأيتُ شيئًا إلا ورأيتُ الله قبله وفيه وبعده”… أي أنه يرى الله في كلّ شيء، وقبل كلّ شيء وبعد كلّ شيء، هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن!

‏وقرأت أيضًا أن العمر مهما طال فهو قصير، ومهما تكاثر الجمع والصحبة فهم قلة، وأن الدنيا مهما تزينت وزاد بريقها وألقها فهي فانية،‏وأن عمر الإنسان الحقيقي يُختصر في تلك اللحظات التي يختلي فيها المرء بربه، ويقف فيها بين يديه، يلوذ بأعتاب بابه، يلح بالدعاء له، يناجيه، يدعوه، يطرق ويطرق، ثم يوشك أن يُفتح له.

‏وكذلك يُختصر العمر بإغاثة ملهوف وإقالة عثرة وإدخال السرور إلى قلبٍ مكروب وقضاء حاجة محتاج..وطمأنة غريب وإدراكِ شريد ونصرة مظلوم ومؤانسة وحيد..

‏الله الله في قلوب الناس..ولو أنكم عرفتم مدى رقّتها لما جرحتموها، الله الله في خواطر الناس.. ولو أنكم عرفتم منزلتها عند الله لما كسرتموها،الله الله في أحوال الناس..

ولو أنكم عرفتم معنى الستر ومقامه عند الله لما فضحتموها….كونوا أنتم تلك السير التي نحدّث الناس عنها..‏كونوا أبطال الأحاديث المرويّة، والشواهد التي نستشهد فيها للخلق الجميل!

واجعلوا بينكم وبين ربّكم خبيئة..وسارعوا إلى الله وإلى سبيله، بالعزلة حينًا وبالاختلاط بالناس حينًا آخر حتى تكون أفعالكم مصداقًا لحسن نواياكم، والله لن يَتِرَكم أعمالكم .‏لا تكونوا عبّادًا في النهار وأمام الناس وبالليل وفي الخلوات فجّارًا فاسقين.

ذُهِلتُ من أُناس ظننتهم أزهد وأورع وأروع خلق الله دينًا ومظهرًا والواقع أنهم كانوا في الخلوات وبالليل أشدّ ما يكون فجورًا وفسقًا ومجونًا وخلاعة وتعديًا وافتراءً على الناس في أعراضهم وأموالهم قولًا وفعلًا!

اقرأ ايضا للكاتب

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» القنابل الموقوتة

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» العلاقات السّامّة

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» ماضيًا وحاضرًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى