الموقعتحقيقات وتقارير

«نظريات الاقتصاد جت عندنا وعطلت»..برغم قلة الطلب على المنتجات ترتفع الأسعار أكثر

دراسة: 85% من الأسر المصرية استغنت عن اللحوم

 75% استغنوا عن الدواجن والألبان والبيض..و61% قل استهلاكهم من الأسماك

نسبة تقترب من 25% قللت استهلاكها من الخبز

الأسر المصرية استغنت بنسب كبيرة عن احتياجاتها الأساسية من الغذاء

«يوسف»: السلوك الاستهلاكي يمثل ضغطا..والتكالب على المنتج يفسده

«خطاب»: الاعتماد على تراجع الأسعار وفقا لحجم الطلب فكرة خاطئة وغير مجزية

الأسواق المنافسة للتجار الحل الوحيد لخفض أسعار السلع

معارض أهلا رمضان لا تختلف كثيرا مع الأسعار في الخارج

«المنوفي»: تحرك الدولار السبب في ارتفاع الأسعار..واستيراد مدخلات الإنتاج

 

تقرير- حنان حمدي

هناك قاعدة عند أهل الاقتصاد تقول، إنه كلما قل الطلب على المنتج كلما تراجع سعره، لكن الأمر يختلف في مصر، ويبدو أن النظريات الاقتصادية تتعطل في الأسواق المصرية.

وبحسب دراسة قام بها المعهد الدولي للسياسات الغذائية عن الإجراءات التي اتخذها المصريون لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية، والتي كشفت مدى استغناء المصريون عن متطلباتهم الأساسية من الطعام، وتراجع معدل الإستهلاك بنسب كبيرة.
ورصد تقرير المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية – International Food Policy Research Institute (IFPRI) كيفية تعامل المصريين مع الأزمة الاقتصادية، عن طريق تراجع استهلاك منتجات كثيرة، منها:

85% من الأسر من اللحوم، 75% من الأسر من البيض، 73% من الأسر من الدجاج، 61% من الأسر من الأسماك، 60% من الأسر من الألبان، 24% من الأسر من الخبز

مع تزايد استهلاك عناصر أخرى مثل، 21% من الأسر زاد استهلاكها من البطاطس، 14% من الأسر من المكرونة.

ووفقًا لـ اقتصاديون تحدثوا لموقع «الموقع» أكدوا على أن قلة الطلب على المنتجات يتسبب في تراجع الأسعار، غير أن السلوك الاستهلاكي ربما يعطل هذا الأمر أو يأتي بنتائج عكسية، وهو ما فتح المجال للتساؤل، لماذا لم تتراجع الأسعار على الرغم من قلة الطلب على المنتجات؟

• السلوك الاستهلاكي

الدكتور عمرو يوسف، أستاذ الاقتصاد، قال إن قلة الطلب بنسبة كبيرة على السلعة، هو بالتأكيد سلاحا مؤثرا بنسب كبيرة جدا في توجيه بوصلة الأسعار إلى مدارها الطبيعي، حيث يقل الشراء وبالتالي وحسب طبيعة كل سلعة فإن لها وقتًا محددًا للعرض وإلا سوف تتلف وبالتالى يتحتم على عارض تلك السلع تقليل الأسعار حتى لا يكون هناك خسارة فادحة له ولمنتجاته.

نرشح لك: مستشار السياحة العالمية لـ «الموقع»: 24% من الأمريكيين يخصصون 4 آلاف دولار للسفر في عام 2023

أضاف أستاذ الاقتصاد لموقع «الموقع»، أن توجه السلوك الاستهلاكى إلى الحد من الشراء، يجعل الطلب على تلك السلع محدودا، مما يمثل ضغطًا كبيرًا على مصنعي ومنتجي تلك السلع للحد من ارتفاع الأسعار ومن أمثلة تلك الوقائع الأرجنتين وأزمة البيض.

وأشار يوسف، إلى أن السلوك الاستهلاكي للبعض قد يفسد سلاح العزوف عن شراء المنتجات وتأثيره على تراجع الأسعار، حيث أن هناك من يتكالب على المنتج وخاصة وقت الأزمات من باب تأمين نفسه وتخزين السلع والمنتجات، الأمر الذي ينعكس سلبيًا ويزيد معدل التضخم بصورة أسرع.

• الأسواق المنافسة

الدكتور أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، قال إن الاعتماد على تراجع الأسعار وفقا لحجم الطلب على السلع ربما تكون فكرة خاطئة وغير مجزية؛ لأن هناك سلع لا يمكن الاستغناء عنها مثل السلع الغذائية والدوائية وبالتالي لن نلاحظ تراجعا في أسعارها، لأنه لا أحد يستطيع العيش بدونها.

أضاف خطاب لموقع «الموقع»، أن العامل الوحيد الذي يساهم في خفض أسعار السلع، هو طرح أسواق منافسة للتجار وضخ الدولة للسلع بكثرة في أسواق مثل أهلا رمضان وما يشبهها، وسوف يساهم ذلك في تراجع أسعار السلع بسبب حدوث ركود عند التجار، فيجبرهم على تقليل الأسعار حتى يتم بيع منتجاتهم.

وأوضح خطاب، أن ارتفاع الأسعار خلال الفترة الحالية يرجع إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج في الأساس، وأيضا وجود السلع في معارض أهلا رمضان بأسعار ليست في متناول الجميع، وبفارق سعر ليس كبيرا عن وجودها في الخارج.
ولو نظرنا إلى عدد وحجم هذه المعارض سنجده غير متناسب مع الكثرة السكانية للبلاد، وأيضا لعدم وجودها في كافة المحافظات.

• تحرك الدولار

حازم المنوفي، رئيس شعبة المواد الغذائية، يقول إن تراجع معدل الاستهلاك على السلع، بالتأكيد له تأثير قوي في تراجع الأسعار بصورة عامة، حيث أن تسعير السلع، وارتفاعها أو انخفاضها يعتمد بشكل مباشر على العرض والطلب، فكلما زاد العرض وقل الطلب انخفض السعر.

أضاف المنوفي لموقع «الموقع»، أن ارتفاع أسعار معظم السلع خلال الفترة الماضية، كان سببها تحرك أسعار الدولار مقابل الجنيه والأزمة الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية، فكان لها عوامل قوية تؤثر على أسعار السلع.

وأشار رئيس شعبة المواد الغذائية، إلى أن ارتفاع أسعار بعض السلع، نتج عن استيراد مدخلات انتاجها من الخارج، مثل استيراد الأعلاف والذي نتج عنه ارتفاع أسعار الألبان واللحوم والدواجن، واستيراد علب الكرتون المستخدمة في تغليف العصائر نتج عنه ارتفاع أسعار العصاير والمعلبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى