الموقعتحقيقات وتقارير

هنحلم للأفضل والمسئولية متبادلة..”الموقع” يحقق.. كيف نجحت الدولة فى “تفتيت” العشوائيات الخطرة؟

أهالى الوحدات الجديدة: لم نصدق حتى الآن أننا متواجدون فى عمارة جمالها ليس له مثيل

مسئول سابق: العبء الأكبر على الإدارة المحلية والمواطنون يصرون على المخالفة

أستاذ إدارة: الحكومة نجحت فى حل مشكلات 350 منطقة عشوائية غير آمنة

كتبت- حنان حمدتو

“مش عاوزين تحلموا لبلدكم ولأنفسكم ليه؟ ليه راضيين بقالب طوب تحطوه وخلاص”، لم تكن تلك العبارة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية التى قالها أمس فى افتتاح المساكن البديلة فى حدائق أكتوبر، الأولى من نوعها ليشد من أزر أهلنا فى كل المحافظات وخاصة ساكني العشوائيات، ولكن هى أسلوب حياة صارت عليه القيادة السياسية ومعها الحكومة لنشاهد أفضل ما لديهم من تقديم سبل الراحة والآمان لسكان العشوائيات فى كل مكان، وفى السطور التالية يحقق “الموقع” فيما حدث وما سيحدث.

حياة جديدة

بداية تحدث “الموقع” مع أهالى الوحدات السكنية البديلة، ففى روضة السيدة قالت ربة منزل:” دائما كنا نبدأ يومنا بالخناقات وفى الشتاء الأمطار تدخل لنا فى الغرف وكنا لا نستطيع الخروج من منازلنا من بعد العصر بسبب وجود متعاطى المخدرات والمدمنين، لكن الآن حالنا تبدل بشكل تام ، نحمد الله دائما على ما نحن فيه “.

وقالت أخرى :” لم أصدق حتى الآن أنى متواجدة فى عمارة جمالها ليس له مثيل، وسلالمها نظيفة نظافة تصعب عليكى أن تخطى عليها، عكس تماما الحياة فى شق الثعبان، حياتنا بقت حياة جديدة وكلها جمال فى كل شئ حولنا “.

وفى الأسمرات قالت إحدى المواطنات التي انتقلت من جنوب الحرفيين فى الدويقة :” من السهل التحرك الآن لأنها كانت أزمتى وأزمة أبنائى، فكانت القمامة تحاصر المنطقة، ومن يخرج منها كان يحقق نجاح حقيقى وخاصة فى فصل الشتاء، الآن فى الأسمرات الوضع مختلف تماما حولنا حدائق فى كل مكان ممنوع أى قمامة تكون على الأرض والصناديق فى كل مكان ، وتأتى لنا شخصيات من التضامن الاجتماعى تجلس معنا وتعلمنا أساليب الحياة المعيشية المستقرة وتبين لنا الفارق بين ما كنا فيه وما نحن عليه الآن لنحمى أبنائنا من العادات السلبية ونساعدهم في تطوير أنفسهم “.

إصرار وعزيمة

من ناحيته أفاد الدكتور صبرى الجندى مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق، بأن العبء الأكبر على الإدارة المحلية هو مواجهة البناء المخالف والمساكن العشوائية، وكذلك المواطنين الذين يخالفون القانون ويصرون على البناء الغير شرعى يمثلون عبئ أخر ، وبالتالى لابد عندما تتخذ الدولة خطوات لتصحيح الأوضاع أن نقف بجانبها ونصلح تلك المخالفات ونتركها تزيل العشوائيات لتبنى الجديد متكامل المرافق والخدمات والحياة المستدامة .

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ “الموقع” أن الأخطاء فى حقيقة الأمر متبادلة، ما بين المواطن وبين الحكومة ممثلة فى الوزارات المختلفة سواء الرى التى تركت المواطنين يبنون على الترع والمصارف أو الزراعة التى تركت الناس تبنى على الأراضى الزراعية أو المحافظات التى يبنى أمام إداراتها المحلية كل يوم مئات الوحدات السكنية المخالفة وهى تتجاهل هذا الأمر.

وفى نفس السياق قال الدكتور حمدى عرفة أستاذ الإدارة المحلية والحكومية بالجامعة الدولية للتكنولوجيا والمعلومات، إن الحكومة المصرية استطاعت أن تقضى على ملف لم تستطيع أى حكومة سابقة منذ 50 عاما أن تحله جذريا، وهو إزالة الأماكن الخطرة وتطوير العشوائيات، وذلك لأسباب مالية واجتماعية .

وأضاف عرفة أن العشوائيات الغير آمنة هى الأماكن التى يتركز فيها مواطنين على سفوح الجبال أو على حرم السكة الحديد أو بجوار مخرات السيول، أى أنهم معرضون للموت فى إى لحظة، كان عدد هذه المناطق 357 منطقة ، كانت تلك المناطق تصدر مشهد مشوه غير حضارى عن مصر.

350 منطقة

وأشار إلى أن الحكومة المصرية نجحت فى حل مشكلات 350 منطقة من تلك المناطق الخطرة بنسبة تنفيذ 88 % بحوالى 32 مليار جنيه حتى هذه اللحظة ، ويتبقى شهور قليل وتصبح مصر خالية من المناطق العشوائية الغير آمنة تماما .

ولفت إلى أن ملف العشوائيات الآمنة والغير مخططة، يحتاج إلى مياه وصرف صحى جيد يتطلب 317 مليار جنيه، والحكومة تعمل فيه حتى عام 2030 .

ونوه إلى أن الحكومة على قدر الإمكان أنجزت في الملف بشكل غير مسبوق، وما حدث فى حدائق أكتوبر أمس هو نقل مواطنين من العشوائيات الخطرة التى كانت تهدد حياتهم والأمن القومى .

وتابع بأن القرارات الحكومية حاسمة لأن التعدى على الأرض الزراعية، قضية آمن قومى وللغذاء المصرى ،وإحكام هذا الملف سيكون فى صالح الأجيال القادمة .

سكان المقابر

منوها إلى أن الحكومة عليها الآن أن تنتبه وتتوجه إلى ملف سكان المقابر، عدد هؤلاء ليس بالكبير ، ولكن هناك تمدد وزيادة ملحوظة .

(40مليار)

وأيدهم الدكتور سيف الدين فرج أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة السويس ، مشيرا إلى أنه تم إنفاق ما يقرب من ٤٠ مليار جنيه على المناطق العشوائية الأكثر خطورة خلال الـ 6 سنوات الأخيرة .

وأضاف أن المواطن الذى كان يسكن فى العشوائيات، أصبح له مكان مناسب لائق ومتكامل الخدمات والمرافق، لذلك سعت الدولة بشكل جاد إلى توفير وحدات سكنية وفرص عمل للمواطنين الذين كانوا يسكنون فى تلك المناطق الغير آمنة .

وتابع بأن مصر كانت تعاني من هجرة داخلية من الريف للمدن ، نتيجة لتركز الخدمات وفرص العمل داخل مدينة القاهرة والإسكندرية ، وتبدل الوضع الآن نتيجة المبادرات الاجتماعية التي أطلقتها الدولة المصرية لصالح المواطن المصري في كل المحافظات بلا تميز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى