الموقعتحقيقات وتقارير

كيف يرفع الله عنّا الحزن كما فعل مع النبي في ليلة الإسراء والمعراج؟.. «أسامة قابيل» يوضح لـ «الموقع»

تقرير- منار إبراهيم

قال الدكتور أسامة قابيل، الداعية الإسلامي ومن شباب علماء الأزهر الشريف، إن ليلة الإسراء والمعراج أطلق عليها ليلة العروج إلى الله، وهي ليلة العروج النفسي والتغلب على التحديات، فالنبي ﷺ بعدما قضى في مكة 13 عام خرج لينشر الدعوة في مكان جديد فذهب إلى الطائف، ولكن واجه أشد أنواع التعذيب والإيذاء.

وأضاف الداعية الإسلامي لـ«الموقع» أن هذه المحاولة كانت مليئة بالتحديات التي واجهها النبي ﷺ، ولكنه علمنا من خلالها أنه إذا ضاقت عليك الدنيا فقل «يا الله»، وفي هذه المحاولة لجأ إلى الله وكان في صحبته زيد بن حارثة بهذه الدعوة «اللهم أني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، إلى منّ تكلُني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوٍ ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

وتابع أنه علينا أن نستلهم من الرسول ﷺ هذا الدعاء في هذه الأيام التي نعاني فيها من الكثير من التحديات والمشكلات، والضغوط النفسية، فهذا الدعاء من أجمل الأدعية التي يجب أن نبتهل إلى الله بها حتى يخفف عنّ أعباء الحياة ويذهب عنّ أحزاننا.

وأوضح أن ليلة الإسراء والمعراج جاءت تسريح وسياحة روحية للنبي ﷺ بعد تحديات ومشاكل واجهها من قومه، ونتعلم من هذا الدرس إكمال شرف المحاولة والاستعانة بالله إلي أن يصل الله إلى الفلاح والتوفيق وذلك بأمرين: العروج إلى الله، الأخذ بالأسباب وأن نلجأ إلى الله بقلوب كلها يقين وحُسن توكل على الله حتى نصل إلى الفلاح.

نرشح لك: ماذا كان يفعل النبي ﷺ في ليلة الإسراء والمعراج؟.. الدكتورة إلهام شاهين توضح

وأكمل أن النبي ﷺ ترك لنا في هذه الليلة قيمة العمل والدأب والمثابرة والأخذ بالأسباب، وهذا هو العروج الحضاري، فالنبي ﷺ في هذه الرجلة لجأ وتوكل على الله وكان مصطحبًا في ذلك يقينه ولجؤه إلى الله، وأن الله تبارك وتعالى هو المُعين والسند.

وأكد قابيل أنه على المسلم في هذه الليلة الإكثار من الصلاة على النبي، وأن نستلهم ما في هذه الليلة من دروس وعبر، لافتًا أن هذه الليلة هي ليلة جبر الخواطر وأن الليلة الحزينة قد يولد في جوفها نور يُضيء للإنسان عمره كله، وهو ما حدث مع رسول الله «ولسوف يٌعطيك ربك فترضى».

وأشار إلى أن الله افتتح سورة الإسراء التي تحكي عن هذه الليلة العظيمة بالتسبيح، ليقول لنا الله أنه عندما نذكر هذه الليلة نذكر الله سبحانه وتعالى، ومن أجمل الأدعية التي نتقرب بها إلى الله في هذه الليلة هو التسبيح بقول (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان من أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، سبحان من جعل الليل وسره هو أنس المحبين وزاد العارفين)، وما أجمل أن يلجأ الإنسان المكروب إلى الله في الليل بالتسبيح والاستغفار ودعاء “اللهم اني أشكو إليك ضعف قوتي”.

وكشف الداعية الإسلامي أن سر قوله تعالى «سبحان من أسرى بعبده ليلا» ولم يقل نبيه أو رسوله لتكون هذه مفتاح الفرج لجميع عباده الذين يلجأون إليه ويتمسكون بشرف العبودية إلى الله، بالإضافة إلى التعرف على شرف الليل والذي يبدأ من المغرب وحتى فجر اليوم التالي، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى من السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: “هل من سائل فأعطيه، هل من داعٍ فأجيبه، هل من مستغفر فأغفر له” وذلك حتى تطلع الشمس.

ولفت إلى أن التزام الإنسان بالعبودية والاستغفار والدعاء ليلاً، والتقرب إلى بسره، والتعلق بالمقدسات والمساجد، يرزقه الله البركة والتي يليها يفتح الله على الإنسان.

وفي النهاية، أوضح أن من أفضل الأدعية في هذه الليلة: “يا سميع يا بصير يا حكيم يا عليم، اللهم أن جبر الخواطر عليك وحدك فأجبر خاطرنا جميعًا يارب العالمين”، فهذه الليلة مليئة بالدروس أعظمها العروج إلى الله بالمحافظة على الصلوات الخمس وهي الهدية التي رجع بها النبي في هذه الليلة، وهي اتصال العبد بربه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى