أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..فى نقد الموتى ومساءلتهم تاريخيًا!

الدكتورة الجليلة نجوى كامل ،أستاذة تاريخ الصحافة بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، كتبت مندهشة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حول ما يثار فى الفترة الأخيرة من رفض الكثيرين لفكرة (النقد) للشخصيات العامة التي أثرت في الواقع المجتمعي في فترة تاريخية معينة، خاصة بعد رحيلها عن عالمنا.

تقول الدكتورة نجوى: “فكرة غريبة جدًا تكررت في كتابات كثير من الأصدقاء وهى أن الموتي لا يجب نقدهم لأنهم غير قادرين على الرد على الاتهامات الموجهه إليهم !، واتفاقًا مع هذا القول علينا أن نرمي مناهج البحث التاريخي في سلة القمامة ونقفل بالضبة والمفتاح أقسام التاريخ في جامعاتنا ونتوقف عن تدريس التاريخ في مدارسنا، ونشوف للمؤرخين وظيفة أخرى !!”.

الثابت فى حياتنا أننا -كمصريين- شعب عاطفى، لا يقبل نقد الشخصيات العامة التى يحبها ويعتز بها- وبخاصة الشخصيات الدينية- ولا نفرق بين قدراتهم فى المجال الدينى ؛ وبين آرائهم واتجاهاتهم الحياتية التى قد تنعكس بالسلب على المجتمع لما لهم من شخصيات جذابة تستميل بسطاء الناس وتؤثر فى اتجاهاتهم وافكارهم، مما قد يضر بالسلام الاجتماعي داخل الوطن ، وهو ما قد ينسحب -بطبيعة الحال- على مناحى أخرى فى الحياة فنيًا، اقتصاديًا وسياسيًا.

وبعيدًا عن توظيف الحملات الموجهة لغرض ما، فإن الشخصيات العامة -الأحياء منهم والأموات- ليست منزهه عن النقد ، خاصة إذا تجاوزت تخصصها ومجالها الاحترافي الذى تعمل فيه، ومن هنا فإن ما ندعو اليه دائمًا هو التفريق تمامًا بين قدرات وامكانيات هؤلاء “النجوم الساطعة” فى تخصصاتهم -والتى هى أيضًا قد تكون محل نقد واختلاف- وبين آرائهم واتجاهاتهم ورؤاهم بل وتاريخهم الذى يتخطى حدود اختصاصاتهم، وهو أمر متاح لجميع البشر وعلى رأسهم الباحثين والمحللين والمؤرخين، لتقييمهم سواء بالسلب أو الإيجاب وفقًا لما أحدثوه فى المجتمع من تأثير فى مرحلة تاريخية ما، وهو أمر لا يقلل أبدًا من قيمة الشخص، بل إن خضوعه لهذا التقييم يعنى أن هذا الشخص ترك أثرًا ما وهو ما أوجب الاهتمام به وبتجربته ورؤاه توثيقًا للماضى ودرسًا للمستقبل.

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..فى نقد الموتى ومساءلتهم تاريخيًا!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. البنك المركزى وأخذ العاطل بالباطل !

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. مهرجان القاهرة السينمائى بين (سولد أوت) و (بلوك)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى